«تأثير ارتفاع أسعار الوقود على أسعار تصنيع المعدن الأصفر»

بعد الإعلان عن الزيادة الرسمية في أسعار الوقود، انطلقت التساؤلات في الأوساط الاقتصادية حول تأثير هذه الخطوة على سوق الذهب، وخاصةً في ظل حالة الترقب التي تسود الأسواق المحلية والعالمية.

تأثير ارتفاع أسعار الطاقة

إن ارتفاع أسعار الطاقة لا يؤثر فقط على تكلفة المعيشة والنقل، بل يمتد تأثيره أيضًا إلى حركة السلع الاستراتيجية، وعلى رأسها الذهب، الذي يُعتبر الملاذ الآمن وقت الأزمات، بينما يتوقع البعض أن تدفع زيادة الوقود المستثمرين إلى التحوط بالذهب خوفًا من موجات تضخم جديدة، يعتقد آخرون أن السوق قد يشهد تحركات مفاجئة مرتبطة بسعر الدولار وتوجهات السياسة النقدية في الفترة القادمة.

تصريحات الخبراء

قال لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية، في تصريح خاص لموقع تحيا مصر: إن ارتفاع سعر الطاقة محليًا يؤثر بالزيادة على تكاليف التصنيع والنقل، وبالتالي يزيد من أسعار مصنعيات الذهب، لكنه لا يؤثر على سعر خام الذهب نفسه لأنه مُسعر دوليًا.

صعود تاريخي للذهب في الأسواق

واصلت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية صعودها خلال تعاملات يوم الخميس، لتسجل مستويات قياسية جديدة، مدفوعة بتزايد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي عالميًا، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.

أسعار الذهب في السوق المحلية

أشار سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إلى أن أسعار الذهب قفزت بنحو 70 جنيهًا في السوق المحلية، مقارنة بنهاية تعاملات الأربعاء، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5720 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 40 دولارًا لتسجل 4240 دولارًا.

الأحداث العالمية وتأثيرها على الذهب

سجل الذهب ارتفاعًا جديدًا قرب مستوى 4247 دولارًا للأوقية، ليواصل مكاسبه المتتالية، وسط تنامي الطلب على الملاذات الآمنة، وارتفع المعدن النفيس بنحو 10% منذ مطلع الشهر، وبأكثر من 60% منذ بداية العام، بينما تستمر التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، خاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتبارًا من 1 نوفمبر، ردًا على قرار الصين بتشديد ضوابط تصدير العناصر الأرضية النادرة.

الضغوط الاقتصادية وآثرها على الأسواق

زاد الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر منذ ثلاثة أسابيع من الضغوط على الأسواق، خاصة مع فشل مجلس الشيوخ في تمرير مشروع قانون التمويل، وسط تحذيرات من أن التسريح الجماعي للموظفين الفيدراليين قد يتجاوز 10 آلاف موظف، وخسائر اقتصادية تُقدَّر بنحو 15 مليار دولار أسبوعيًا.

توقعات السياسة النقدية

توقع ستيفن ميران، محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، أن تؤدي الرسوم الجمركية الجديدة إلى ارتفاع محدود في التضخم، مع الحفاظ على معدل نمو الاقتصاد الأمريكي عند 2% في 2025، وتُظهر أداة CME FedWatch أن الأسواق تُقدّر احتمالية 96.7% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر، واحتمالية 93.7% لخفض مماثل في ديسمبر.

توقعات المؤسسات المالية الكبرى

ترى المؤسسات المالية الكبرى أن الذهب لم يبلغ ذروته بعد، إذ رفع بنك أوف أميركا توقعاته إلى 5000 دولار للأوقية بحلول 2026، بينما يستهدف جولدمان ساكس مستوى 4900 دولار، ورفع بنك ANZ توقعاته إلى 4400 دولار بنهاية 2025 مع ذروة محتملة عند 4600 دولار منتصف 2026.